تعرف على الطاقة الخفية في تقدير الذات وعلاقتها بالنجاح
عندما نتحدث عن مفهوم تقدير الذات فإننا
نقصد به أن يكون للشخص انطباع ايجابي حول نفسه، وأن ينظر لذاته نظرة مليئة بالتقدير
و الثقة، وإعطاء مكانة مميزة للذات الشخصية بعيداً عن الغرور، ولهذا المصطلح تعريفات كثيرة، وتشترك كل هذه التعريفات
في طريقة تعاملك لنفسك وإحترامها، فهو مجموعة من الافكار والمشاعر والقيم التي نعرف
حول أنفسنا.
وهذا يعني أن المصطلح يشير الى مقدار رؤيتك
لنفسك، وكيف تشعر بإتجاهها. ويضيف وليم لنارد في معجم التربية حول مفهوم تقدير الذات
بانه القيمة التي يعطيها الفرد لنفسه بصورة اجمالية.
اقرأ ايضا: ما هي الاشياء التي تجلب الطاقة الايجابية
أولى خطوات تحسين تقدير الذات:
هل فكرت يوماً في نفسك وقدراتك ؟ هل قررت
بجدية أن تبدأ بالتغير؟ هل تعلم ان أولى خطوات الإصلاح الذاتي هو البدء بتقيم نفسك
؟ التقييم الصادق والجاد لنقاط ضعفك وقوتك،
ما يجعل باستطاعة المرء البدء بالتغير ....
ويجب ان تعلم كذلك بان شخصيتنا لها دور
كبير في تقديرنا لذواتنا . يتحدث (اديل شيل) المختص في تخطيط المسار الوظيفي في نيويورك
" من أكبر الأخطاء التي مازالت عالقة بأذهاننا أنه يوجد ما يسمى بالذات الحقيقية
الثابتة"
اقرأ ايضا: كيف تؤثر في الناس وتصبح شخصية جذابة ومحبوبة
ان كياننا الحقيقي يضم مجموعة من الذوات
بعضها اكثر خبرة ومهارة من البعض، ان طريقة تعاملك مع والديك واصدقائك واقاربك يمثل
قيمة كبيرة لك. أي أن حل المشكلة يكمن في الماضي.
إنه من الصعب تغير الماضي ولاكن يمكن أن
نغير طريقة تأثيره علينا، اعلم انه من الصعب ان تحكم في الآخرين أو كيف يعاملوننا ولاكن
نستطيع أن نتحكم في ردة فعلنا تجاههم .
هل تعلم أنه لا يستطيع احد ان يضايقك أو
يغضبك كما لا يستطيع احد ان يشهرك بعدم الأهمية إلا اذا ساعدته او سمحته بذلك، يستحيل
أن يؤثر أي انسان على آرائك أو مشاعرك أو عواطفك مالم تسمح له بذلك.
الأن هل تبين الحقيقة ؟ هل يستطيع الأخرون
أن يؤثرو علينا ؟ اعتقد أن الاجابة واضحة وضوح الشمس.
اذاً تعهد على نفسك بأن لا تسمح لأحد بالتحكم
في حياتك أو في ردة فعلك تجاهه، لا تحتاج هذه الأمور أن تغير شخصيتك تغيراً جوهريا،
بل التزم بأن تلقي الماضي وراء ظهرك، وان تفكر في امكانيات المستقبل لا في تجاربك الفاشلة
في الماضي.
اقرأ ايضا : ماهي الاشياء التي تجلب الطاقة الايجابية؟
ما علاقة تقدير الذات بالنجاح ؟
يوجد هناك نوع من الاتفاق بين الباحثين
في هذا المجال أن هناك علاقة بين النجاح وتقدير الذات، ولكن هناك اختلاف فيما بينهم
حول طبيعة هذه العلاقة، فهل الثقة بالذات تسبق التفوق العلمي، أو أنه لكي يكون الشخص
متفوقاً علمياً يجب أن يكون إيجابياً في تقديره لذاته، اعتقد أن هناك علاقة تبادلية
بينهما، ويجب الاعتراف بأن التفوق العلمي يحتاج الى تقدير الذات، والتفوق يؤدى الى
زيادة الثقة بالنفس، فاحدهما ينمّي اللآخر.
1- يجب على الشخص ان يعرف إمكاناته وقدراته،
فربما يكون لديك قدرات خفية ولاكن تحتاج الى كشفها و تطويرها وإستغلالها، وبالعمل الجاد
يصبح تنمية هذه القدرات أمرا سهلاً، مما يساعد المرء على كشف علاقة تقدير الذات بالنجاح
فلكل منا مجموعة من نقاط القوة والضعف ولمعرفتها يجب تدوينها بشكل مستمر.
ويجب أن يسأل غيره حول ما يرونه فيه وهو
لا يرى في نفسه، وإذا ما أدرك المرء نقاط ضعفه وسلبياته فأنه من السهل تغيرها وعلاجها
فالمدخن لن يترك التدخين اذا لم يدرك ويتيقن انه سلوك ضار مثلاً.
2- على المرء أن يكون له إرادة، بعد أن
ادرك سلبياته ونقاط ضعفه، وأن يقرر أن يكون متفوقا وناجحاً بأيّة ثمن، ويجب ملاحظة
كيف أن إرادة توماس اديسون القوية وتقديره لذاته وتصميمه على النجاح وعدم اليأس أنتج
منها إضاءت العالم وسمي بالرجل الذي اضاء العالم.
وهناك الآلاف من الأمثلة حول قوة الارادة
وكيف أنتج العظماء الذين غيروا مجرى التاريخ. وعلى المرء ان يضع يده حول نقاط ضعفه
فإن كانت نقطة ضعفه الإنفعال والعصبية عليه ان يدرب نفسه على تركه حتى يصبح لديه عادة،
وهناك النقاط الإيجابية مثل حسن السلوك والتدبير سرعة القراءة والحفظ الامكانات القيادية.
وغيرها فهذه الامكانيات لابد من تعزيزها وتنميتها وهكذا يعلو تقدير المرء لذاته.
3- هناك طرق اخرى يستطيع المرء تقدير ذاته
وأن ينتهج نهجا إيجابياَ واضحاً أمامه، والأفضل أن يكون قدوة حسنة لغيره يراه ويتعلم
منه في كل نواحي الحياة كالجانب المهني والثقافي والمالي والديني والشخصي.
إن بناء المرء صورة إيجابية حول نفسه وتعزيز
قدراته يدفعه الى تقدير الذات وبناء الثقة بالنفس، وعليه ان يركز على الصورة المستقبلية
لنفسة ويسأل "كيف أكون في المستقبل وماذا أريد أن أكون؟" ويجب الاجابة على
السؤال بدقة تامة ويحدد له مدة زمنية للوصول الى هدفه.
4- كتابة وتعليق نقاط القوة أمامه أو على
الحائط بحيث يراه بإستمرار يؤدي الى بناء صورة إيجابية حول نفسه مما يؤدي الى زيادة
الثقة بالنفس وبالقدرات والامكانات الكامنة والمتاحة في داخله.
إن قيمة المرء الذاتية تعلو بالانجازات
فعلى المرء أن يعدها ويتذكرها باستمرار وأن يتعلم من ماضيه وان لا يتذكر سلبياته وهفواته
فذلك يجعله اكثر احباطاً ويقل تقديره لذاته ويشعر بالفشل. فلو أن كل منا قام بتعداد
إنجازاته على مر الحياة لوجد أنه لا حصر لها.
5- هناك صفات لا يمكن تغيرها مثل اللون
والطول وغيرها مثلاً وهي صفات قدره الله تعالى وكتبه لنا وعلينا أن نتقبلها ونحبها
فالخطوات الأولى لتقدير الذات الرضى بما قدره الله سبحانه وتعالى.
قد يهمك ايضا: تقدير الذات بتفصيل اكثر